26 - 09 - 2024

كلام والسلام | عن المتبهدلين

كلام والسلام | عن المتبهدلين

 أنا فى البهدلة مش لوحدى.. لكن معايا ملايين من المصريين المتبهدلين على كل شكل ولون. بعضهم مثلى: متبهدل من 30 سنة وأكثر ، وصابر وعامل نفسه "قال إيه" راضى بقضاء اللهّ، رغم أن نفسه على آخرها، والكيل طافح للركب، ولكن ماباليد حيلة. 

وبعضهم ناس تانية مش زيى.. متبهدلين من كام سنة كده، تتعد على الصوابع، وعايشين ما بين الأمل والرجاء.وثورة وراها ثورة، ويا مصر أهلك لسة مستنيين: العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وموت يا حمار. 

ومع كل دول.. سلملى على الوطن اللى متبهدل معانا فى كل لحظة. أيوه، وأقولها بألف صوت: أنا متبهدل.. وعايش زى العايشين، باضيع حياتى فى طابور العيش، وزحمة المترو، وحشرة الأتوبيس. وخناقات العيال، وطلبات الست اللى فى البيت اللى أبدًا ما بتنتهيش. 

وأنا.. لا أنا بتاع مظاهرات ولا وقفات ولا اعتصامات ولا قطع طرق، ولا من الرافعين صباع ولا صباعين ولا حتى أربع صوابع. وأنا برده مش من الناس اللى عجباها الفرجة وكفاية عليها: «مصمصة الشفايف»! أنا بتاع البهدلة و الكحورة، وبا موت فى البلد دى بدل المرة ألف مرة، واللى باصبح فيه بانام عليه..» 

ورغم كده: لسة برده عايش؟! ٱقرع ونزهي .. ومش عايش عيشة ٱهلي، مع ٱن اللي في الجيب دائما مخروم . واللي جاي مش ٱد اللي رايح. وإيش تاخد الريح من البلاط. 

ٱيوة.. ٱنا واحد من ملايين المتبهدلين .. واللي مش باين ٱنهم هيترحموا قريبا من البهدلة، صاروا زبائن دائمين للبهدلة.. من ساعة ما يصحوا لحد مايناموا. بيصحوا علي أنبوبة البوتجاز اللي غليت، وفواتير الكهربا والغاز والمية والذي منه. وهم ومرتباتهم محلك سر. الاثنان .. قاطعين أبونيه مع البهدلة والشحورة .. والشعبطة في حبال الوطن الدايبة.
----------------------------
 بقلم: خالد حمزة 
[email protected] 


مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | محور المقاومة .. ومحور المقاوحة